الهوية الوطنية في الوسط الفني: قراءة في تلاؤم المستوى الفكري والثقافي
الكلمات المفتاحية:
الهوية، الثقافة، الفن التشكيلي، التغيير الثقافيالملخص
الملخص
إن الهوية الثقافية لأي شعب هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة التي تميز حضارته عن غيرها من الحضارات، ورغم أن أساسها المفهومي قائم على الثبات؛ فهي في تغير دائم سريع أو بطيء بعوامل ذاتية أو خارجية، وهي عبارة عن عددٍ من التراكمات الثقافيّة والمعرفيّة، سواء كانت تلك المعارف تأتي انطلاقاً من عناصر ثقافة المجتمع أو نتيجة التثاقف والاحتكاك مع الآخر، وللهوية الثقافية مستويات ثلاثة: فردية، وجمعوية، ووطنية قومية، والعلاقة بين هذه المستويات تتحدد أساسا بنوع (الآخر)، فهي إذن نظام من القيم والتصورات التي يتميز بها مجتمع ما، أي أنها ركبٌ متجانسٌ من التصورات والذكريات والرموز والقيم والإبداعات والتعبيرات الفنية، وهذه المجموعات تتشكّل تبعًا لخصوصياتها التاريخية والحضارية، وتسعى للحفاظ على كيانها ومقوماتها الخاصة، فكل شعب من الشعوب البشرية ينتمي إلى ثقافة متميزة عن غيرها، كما أنها كيان يتطور باستمرار ويتأثر بالهويات الثقافية الأخرى، وعلى هذا الأساس يلعب الفنان دورا مهما بإنتاجه الفني، في التعبير عن هوية المجتمع الذي ينتمي إليه، لأنه من العسير أن نتصور شعبًا دون هوية، إذ تحمل الهوية في طياتها أشكالا وأبعادا تاريخية وثقافية ودينية واجتماعية وبشرية واقتصادية، استطاع الفنان أن يستثمرها ويوظفها في لوحاته الفنية.