تفعيل منظومة الثقافة البصرية في تصميم الأثاث المعاصر
الكلمات المفتاحية:
الثقافة البصرية، تصميم الأثاث، التصميم الداخلي، البناء المعرفي، التفكير البصري، الأثاث المعاصر.الملخص
الثقافة البصرية هي منظومة متكاملة من الرموز والأشكال والعلاقات والمضامين تحمل خبرات وتجارب الشعوب الحضارية، وتساهم في صنع وإبداع الجديد في مجال الجماليات البصرية، وتحمل فلسفة وطبيعة المجتمع وتطلعاته، باعتبارها منظومة هامة في السلوك الفني وإضافة في فهم مجال المعرفة العامة، هذه الرموز والمدركات البصرية الموجودة في وحدات الأثاث لا يستقبلها الإنسان دون معرفة مسبقة بها، فالأشكال الجمالية هي معلومات معرفية تتكون من العناصر المحيطة بنا وهي رصيد خبرات وتراكمات المجتمع.
تأتي أهمية هذه الدراسة من زيادة الوعي المعرفي والإبداعي من خلال الثقافة البصرية التي تثري الاتجاهات الاجتماعية والنفسية للمتلقي ومن ثم الارتقاء بمستوى تصميم الأثاث وعلاقته بالبيئة الداخلية، وتتساءل الدراسة عن كيفية إسهام مفردات الثقافة البصرية في تصميم الأثاث الحديث، وعن مدى تأثير عمليات البناء المعرفي لوحدات الأثاث في زيادة الوعي الثقافي البصري لدى المهتمين به، وكذلك عن إسهامات تصميم الأثاث في رفع مهارة المتلقي على استكشاف المعاني والدلالات الرمزية المتعددة في مفردات تصميم الأثاث المعاصر.
وتهدف الدراسة إلى تفعيل منظومة الثقافة البصرية للارتقاء بتصميم الأثاث إلى المثالية النفعية والجمالية، وكذلك إلى التركيز على الثقافة البصرية كونها مدخلاً هاماً في تنمية التذوق الجمالي والوعي الثقافي في أشكاله وصوره المتوفرة في أنماط الأثاث المختلفة، ولتحقيق هذه المبتغيات، يتناول البحث المنهج الوصفي التجريبي المنظم للمحتوى وذلك للوصول إلى النتائج المتوخاة.
ومن خلال الدراسة النظرية والعملية نجد أن مستوى الثقافة البصرية لدى المصمم الداخلي يؤثر في وعيه التصميمي وتنمية قدراته الابتكارية، مما يساهم في الارتقاء بمستوى الثقافة البصرية للجمهور، ومن ثم تطوير الاتجاه التصميمي لقطع الأثاث الحديث في سياقه البنائي لتحقيق الهدف الاتصالي والدلالي المرجو منه، في محاولة للخروج به من حيز الجمود والنمطية والنظام المألوف إلى الإبداعية ورفع القيم الثقافية الجمالية للجمهور، وعليه توصي الدراسة بضرورة الاهتمام بدراسة الثقافة البصرية بهدف الاستفادة منها في تصميم الأثاث وتفعيله في الفراغات الداخلية.