رؤية سميولوجية لفن المنمنمات الإسلامية في ظل العناصر الكونية الأربعة
الكلمات المفتاحية:
المنمنمات، الفن الإسلامي، العناصر الكونية الأربعة ، السيميولوجياالملخص
الملخص
إن نشوء فكرة عناصر التكوين الأربعة الماء والهواء والتراب والنار لم تنشأ من فراغ، بل ظهرت كأحد مقومات العقل البشري الباحث فيما وراء العالم المادي والمستكشف للغة الطبيعة. وقد ربط الفلاسفة القدماء عناصر التكوين الأربعة هذه بمختلف النشاطات الإنسانية كوسيط بين جوهر ثابت للكون ووجود الكون المادي المتغير، وبما أن الفن هو نتاج للنشاط الإبداعي الإنساني وتفسير لرؤية الإنسان للكون والظواهر من حوله، فكان لا بد من انعكاس لتلك العناصر الكونية في الطاقة الإبداعية والخيالية للفن والفنان. فقد استلهم فنانو العصور الإسلامية بعضا من معتقدات العصور السابقة وعكسوها في مختلف فنونهم وإبداعاتهم، فظهر فن المنمنمات الإسلامية والتي قدمت بطابعها الأسطوري بنية تركيبية متكاملة لعناصر فنيه تكاملت فيها المعاني الجمالية التي تخاطب الروح والمعاني الفنية التي تخاطب العين داخل شبكة متراكبة.
وتهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن أثر تلك العناصر الكونية الأربعة داخل منظومة المنمنمات الإسلامية والتي اصطبغت بها بمدخل فلسفي ظهر في الشكل والمضمون سعيا لتحقيق مفاهيم عدة مستمدة من روح العقيدة الإسلامية، ويظهر على إثرها الارتباط الوثيق بين الإنسان وظواهر الكون التي يعتمد بعضها على بعض ليستمر التوازن والاستقرار في الكون بينه وبين سيكولوجية الفكر البشري، تقودنا إلى أبعاد جديدة داخل العمل الفني الغرض منها تصوير عناصر الكون والحياه والبشر في علاقه مرتكزة على النشاط الإنساني كمحور أساسي في التشكيل قاعدته الكون بجهاته الأربعة، مما نتج عنها رؤية سيميولوجية اعتمدت على تفكيك بنية المنمنمة الإسلامية وكشفت عن مدلولاتها وتغير علاقتها بالوعي، ليظهر لنا الشكل الفني بمستويات من الدلالات ذات أنساق فلسفية متداخلة أضفتْ عمقا استراتيجيا جديدا لهذا الفن وجعلت منه فنا متكاملا في صور تشكيلية مصغرة، قدمت لنا فنا قائما بذاته محوره لغة الفنان ولغة الكون من حوله.