دور المُنجز الفنّي في توثيق وتدوين التراث الثقافي غير المادّي التونسي، من خلال دراسة لأعمال تشكيلية حديثة ومعاصرة
الملخص
الملخص
هدفت هذه الدراسة لإلقاء الضوء على دور الفن التشكيلي في التدوين والتوثيق لعناصر التراث غير المادي، باعتبارها تنطوي على مجمل الإبداعات الثقافية من عادات وتقاليد وممارسات عادات ومعتقدات واحتفالات... وغيرها منها ما اندثر وضاع ومنها ما تطوّر بمفعول الزمن. ولتحقيق هذا الهدف استخدمت هذه الدراسة المنهج الاستقرائي والمنهج الوصفي من خلال مجموعة من الأعمال الفنية التي رصد من خلالها أصحابها مجموعة من الممارسات والعادات والحرف التراثية...
انطوت هذه الدراسة على دور المدوّنة التشكيليّة في جمع الثقافة الحيّة المحليّة ومقارنتها بين الأمس واليوم للوقوف عند أهم تحولاتها الاجتماعية والثقافيّة والاقتصاديّة وتدوين ما اندثر منها وتم تناسيه.
بالإضافة إلى إنصاف المنجز الفنّي للفنان الغربي عامّة والمستشرق خاصّة كونه اليوم وثيقة بصريّة مهمّة للباحث العربي أرّخت ودوّنت لثقافة الشعوب التي زارها الفنان ورسمها بكلّ تفاصيلها بعيدا عن الإيديولوجيا التي أحاطت بفترة تواجده.
وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات: أهميّة التعرّف إلى عناصر التراث الثقافي غير المادّي باعتباره تراث الشعب الحيّ والحافظ لهويّته وتنوعه الثقافي، وأهمية جمعها من المدوّنات الفنيّة على اختلاف تعابيرها باعتبار هذه المدوّنات قذ شملت عدّة أشكال منه تستحق مزيد التمحيص والبحث. بالإضافة إلى ضرورة العودة للبحث في الفن الاستشراقي باعتباره اعتنى بالأمم العربيّة فدوّن تاريخها وحضارتها وثقافتها في رسوماته ولعلّها اليوم مادّة مهمّة لإبراز ما اندثر من هذه الثقافات وهو مرجع مهمّ للبحث عن حياة الشعوب العربيّة عامة والتونسيّة خاصّة في مختلف مجالاتها وعلى اختلاف أنواعها ومرجعياتها وأحقابها التاريخيّة باعتبارها سجلاّ حافظا لمختلف مظاهر حياة المجتمعات المختلفة لاستجلائها واسترجاعها وحفظها بالتدوين فهي جزء من الذاكرة الجمعيّة والهويّة وضامن للتنوع الثقافي بين الشعوب.
الكلمات المفتاحية: الفن، التراث غير المادي، التوثيق والتدوين، تونس.