نشأة وتطور آلة الهارب
الكلمات المفتاحية:
الاوركسترا، الكونشرتو، الجنك، السيمفوني، موسيقا الحجرةالملخص
ملخص
الفن قديم قدم الإنسان تطور وازدهر عبر الحضارات المختلفة، فقد ارتبطت محاولات تعريف الفن ارتباطاً وثيقا بالفلسفة من ناحية ومن ناحية أخرى أصبحت القيم الفنية والجمالية والموسيقا عنصراً هاما في البناء الثقافي لأي مجتمع، فهي بمثابة معايير لسلوك أفراد المجتمع، والفنون مجموعة من المهارات البشرية على اختلاف ألوانها، الفنون التطبيقية والفنون الجميلة والفنون الكبرى والفنون الصغرى والفنون التجسيمية والتعبيرية والفنون المرئية والبصرية والفنون الموسيقية (نظمي، 1996).
استهدفت الدراسة تسليط الضوء على تاريخ آلة الهارب وتطورها، والتحقق من أصل نشأتها عبر العديد من المراحل التاريخية المتعاقبة، حيث تحتل آلة الهارب اهتماما واضحا في استخداماتها ومكانتها والدور الذي تقوم فيه ضمن مجموعات الفرق الموسيقية على اختلاف تراكيبها منذ ظهور هذه الآلة وحتى الوقت الحاضر، كما وتتضمن الدراسة وصفا توضيحيا للمراحل التي مرت بها ضمن تسلسل زمني يعكس العلاقة بين تطور إمكانات الآلة وتأثيرها، كما وتشتمل الدراسة على أهم عازفي ومؤلفي آلة الهارب إضافة إلى بعض المقطوعات الموسيقية.
إن التحول من الآلات الموسيقية البسيطة إلى المتطورة في صناعتها قد استغرق عشرات من القرون قطعتها الشعوب في تطورات حضارية، وقد مرت الآلات الموسيقية في جميع عصور التاريخ انطلاقا من العصر الحجري ثم العصر البرونزي، إلى أن تغيرت نظرة الإنسان إلى الآلات الموسيقية، وبعد أن ارتقى في مدارج المدنية وتوفرت لديه الآلات الموسيقية المتنوعة أدرك أن للأصوات قيمة موسيقية وصار يميز بين الآلات الموسيقية التي يستخدمها أداة لتنظيم الإيقاع وتقويته، وبذلك بدأ الإنسان يشعر بأهمية الموسيقا وأهمية الآلات التي تصدر أنغاما بحيث أصبحت الموسيقا وآلاتها جزءا من حياته اليومية.
تعد الآلات الموسيقية جزءا من الحضارات العامة ومرجعا تاريخيا في التدليل على ما قطعته الشعوب في تلك الحضارات، بل أن التاريخ العام يعتمد عليها اعتمادا يكاد يكون كليا في التعرف على تطورات الإنسان الأول في حياته الأولى، تعتبر الآلات الوترية آخر ما اهتدى إليه الإنسان وهكذا بدأت صناعة الآلات الموسيقية الوترية وتطورت بتطوره.