الفن وأزمة الهوية
الكلمات المفتاحية:
الفن والهوية، الفن النخبوي، الفنان العراقي والمعاصرة، الهوية الوطنيةالملخص
الملخص
الفن الوعاء الحضاري للنتاج البشري ودلالة الرقي الثقافي، فلا يمكن وضعه في قوالب ثابتة فهو متغير في كل فترة تبعا للمتغيرات المحيطة به، إذ لا يوجد فن قديم أو جديد، وإنما رؤى وأساليب مستحدثة تلقي بظلالها عليه، أما ربطه بالهوية، فعلاقة افتراضية ذات صفة أيدلوجية قومية؛ فمنذ بدايات تأريخ الفن شاهدنا إبداعا صوريا وجدانيا غير موسوم بهوية. وتشكلت المدارس والتيارات الفنية تبعا لهويات الفكرة والرؤى والأسلوب. وتأتي أهمية البحث لمعالجة فكرة ربط الهوية بالفن والتحرر من التصورات المتداولة لدور الفن ومسؤولية الفنان اتجاه قضاياه، إلى المفاهيم المعاصرة لدور الفن وما يقدمه من حداثة سائلة تخللت في كل مفاصل الحياة كأثر استهلاكي وفردي ومفاهيمي ووجداني ولحظي ورقمي، شكل نقلة كبيرة عما كان متعارفا عليه سابقا، أما الهوية فهي مخزون حضاري وتراثي وديني ولغوي يشكل الفن الجزء البصري الحسي منه. أن جلّ التجارب التي زاوجت بين الفن والهوية الوطنية باءت بالفشل. فالفن في بلادنا يعاني من أزمة إبداع تعود لغياب شخصية فنية جمالية تستطيع أن ترتقي للكونية، فتزاحم إبداعات الآخر القابع على أبوابنا بالمرصاد، فالتجارب التي رفعت شعار الهوية الوطنية في الوطن العربي كانت كلاما ليس إلا، وما انتجته يبقى خطابات آيديولوجية مغلفة بأظرف ذات طابع غربي، فاللوحة هي اللوحة، والمنحوتة هي المنحوتة كما أبدعتها أيدي مدارس وتيارات الفن الحديث الغربية, إن الاعتراف بحداثة ومعاصرة الفن الغربي لا يلغي مخزوننا التراثي والحضاري سواء في العمارة أو المشغولات اليدوية أو الآثار البصرية، ولكن الفجوة الحضارية التي ولدها الاستعمار لفترات طويلة وحداثة النقد الفني الموضوعي حجم من نشر ثقافة فنية عامة انعكست مخرجاتها على فنانينا اليوم.
اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي المقارن بين الفنان العراقي والفنان الغربي من حيث التأثر والتأثير واستعرض الباحث نماذج من الفنانين العراقيين الذين لا زالوا ينتجون حتى الآن ما عدا الفنان جواد سليم. وخلص إلى نتائج منها أن تعزيز الثقة بين الفنان العراقي والمتلقي يفجر الإبداع الفني من خلال التواصل المباشر وتبادل الأحاديث مما يذُّوب حالة تغريب الفن، إضافة إلى شيوع ثقافة النقد الفني البناء الموضوعي وفسح المجال للعامة في نقد المنجز البصري وتذوقه.