الهوية العمرانية في زمن الاحتلال: دراسة في مدينة القدس

الملخص

تشهد مدينة القدس المحتلة مجموعة من التحولات الناتجة عن كونها تحت الاحتلال، والتي أثرت على الهوية العمرانية للمدينة من عدة نواح، حيث تسجل هذه الدراسة مظاهر التغيير في كل من:

1. بنيوية المدينة: التغير في النسق والنسيج والنمط العمراني المميز للمدينة، وتشكيل الأرض وعلاقته بالبيئة المبنية، وعزل المدينة عن محيطها الطبيعي، وتوظيف التخطيط الحضري في خدمة الأمن القومي لدولة الاحتلال.
2. الأنماط السلوكية والاجتماعية في المدينة: التغير في الأنماط السلوكية والاجتماعية التي كانت المدينة قادرة على توليدها أو استيعابها، وخلق واقع جيو سياسي وديموغرافي جديد فيها.
3. المعاني الروحية والرمزية المرتبطة بالمدينة: المحاولات المتعددة لايجاد معان رمزية مستحدثة في المدينة وتجييرها للوجود اليهودي، وانكار المعاني الرمزية الموروثة والذاكرة التاريخية المسيحية والاسلامية للمكان.

تعتمد الدراسة منهجية  "البناء/ التركيب الكلي"  في تحديد وتحليل التحولات العمرانية في مدينة القدس، وفي تحليل المظاهر المصاحبة لها والانطباعات المتولدة تجاهها، وفي تحديد أثرها على الهوية العمرانية للمدينة، حيث تم اعتماد هذه المنهجية كونها تتناسب مع صعوبة استيعاب الموقف الجماعي بتعقيداته وتناقضاته في ظل الظروف التي تعيشها المدينة تحت الاحتلال.

تبين الدراسة تأثير الاحتلال ودوره في دعم وتشجيع مظاهر التغيير السابقة، والتي لا يمكن بحال من الأحوال نسبتها الى اسباب النمو الحضري الطبيعية،  وتستعرض السيناريوهات المختلفة المطروحة لمستقبل مدينه القدس، وتقدم توصيات عملية مرتبطة بالمحافظة على الهوية العمرانية للمدينة.