دور فن التطريز في تمكين المرأة اقتصاديا
Abstract
استهدفت الدراسة تسليط الضوء على تجارب النساء العاملات في مجال
التطريز من خلال التعرف إلى التغييرات التي أحدثها عملهن في مجال
التطريز في زيادة تمكينهن اقتصاديا، والتعرف إلى المعوقات التي
تواجههن خلال عملهن في مجال التطريز، وأخيرا التعرف إلى تطلعاتهن
المستقبلية في مجال مهنة التطريز. ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم
المنهج الوصفي النوعي في تحليل البيانات، حيث اشتمل مجتمع الدراسة
على جميع النساء اللواتي يعملن بمهنة التطريز في مدينة عمّان، وبسبب
عدم وجود إطار لمجتمع الدراسة فقد تم اختيار عينة قصدية بواقع ) 20 (
عاملة في مهنة التطريز. وكان أهم نتائج الدراسة أن معظم النساء قد
بدأن بتعلم فن التطريز كهواية تعلمنها في المدرسة أو من خلال أفراد
أسرهن، ثم أصبحت حرفة بدافع اقتصادي، أو لملء وقت الفراغ، وإثبات
الذات، حيث كان لاحتراف مثل هذه المهنة أثر في زيادة دخلهن ومساعدة
أفراد أسرهن في توفير الدعم المادي في مجال التعليم أو نواة للبدء في
مشروع خاص، كما كان له تأثير معنوي بحيث ساعد على زيادة ثقتهن
بأنفسهن، حيث أصبحن لا يحتجن أحداً وإنما يعتمدن على أنفسهن في
الكسب والإنفاق، مما زاد في مشاركتهن بالقرارات الأسرية. كما وجدت
هؤلاء النسوة إحساساً ووعياً بأهمية وقيمة هذا التراث الوطني وضرورة
نقله واستدامته للأجيال اللاحقة. ومن أهم الصعوبات التي واجهتهن
في العمل هو عدم توفر التمويل المادي في تأسيس مشروعهن الخاص
مما دعا بعضهن إلى العمل لدى بعض الجمعيات، إضافة إلى صعوبة
القدرة على التوفيق بين عملهن في التطريز والاهتمام بشؤون المنزل
في فترة وجود أطفال صغار لديهن. أما بالنسبة لطموحاتهن فكان من
أبرزها أن بعض النساء يتطلعن لتحسين أوضاعهن المادية بإعطائهن
مزيداً من العمل، ومنهن من يتطلعن لامتلاك مشروع أو دار أزياء خاصة
بهن، وأخريات تطلعن لأكثر من هذا كإنشاء متحف يضم هذا التراث،
وإصدار كتب ومطبوعات تعزز هذا التراث. وخرجت الدراسة بتوصيات
أهمها: تدريب النساء في كيفية إدارة المشاريع الصغيرة، وتسهيل عملية
القروض بدون ضمانات أو كفالات وبلورة حلول بديلة في هذا الإطار،
إضافة إلى تسهيل الظروف في توفير بيئة داعمة تشجع الدور الذي
يمكن لصاحبات المشاريع الصغيرة في مجال التطريز أن تقوم به داخل
أسرهن ومجتمعاتهن. وأيضا تشجيع المؤسسات ذات العلاقة للحرفيات
بتوفير أسواق جديدة لمنتجاتهن الحرفية في مجال التطريز. وأخيرا دعوة
للمسؤولين عن المناهج المدرسية بإعادة النظر والاهتمام بهذه الحرفة
بإضافتها للمناهج لكلا الجنسين، لأنها تعبّر عن تراث وهوية وطنية يجب
المحافظة عليها وتهم كلا الجنسين.